مال وأعمال

رحلة لكوكب المريخ؟ مؤسس سيارات تِسلا يأخذك إلى هناك

من منا لا يعلم بعبقرية خدمة باي بال؟ لكن الكثير منا لا يعرف أنها إحدى بنات أفكار ماسك التي باعها ليبدأ رحلته إلى المريخ.

إهداء خاص إلى كل عبقري أحبط طموحه و مات حلمه تحت وطأة التهكم و سخرية الآخرين. قصة إيلون ماسك، أحد أهم مبدعي القرن

كنت مختبئاً هرباً منهم، لسببٍ لا أعرفه أصبحت هدفهم المفضل. لم يستطيعوا العثور علي ولم يعلم أحد مكان إختبائي إلا صديقي المقرب.

هو من أخبرني بأنهم ذهبوا فبإستطاعتي الخروج من مخبأي. خرجت لأفاجأ بجمع في إنتظاري.

لم أعلم وقتها أالم جروحي أكبر، أم ألم خيانة صديقي؟

إيلون ماسك

ضربوني ضرباً مبرحاً ودفعت من أعلى درجات السلم. تتبعوني بعدها وظلوا يركلونني حتى فقدت الوعي. لم أعلم وقتها أالم جروحي أكبر، أم ألم خيانة صديقي؟”

رحلة لكوكب المريخ؟ مؤسس سيارات تِسلا يأخذك إلى هناك (جزء 1)

هكذا وصف إيلون ماسك، ذو الخمسة وأربعون ربيعاً، مشهداً معتاداً من طفولته في جنوب إفريقيا مسقط رأسه.

حبه للعلم و شغفه بالمعرفة، أو ربما شخصيته الإنطوائية وقساوة والده، جعلاه فريسة للمتنمرين و هدفاً للمتربصين.

“كان مولعاً بالقراءة محباً للعلم. كان يقرأ لعشر ساعات يومياً ما بين خيال وواقع علمي. كتابه المفضل هو الإنسيكلوبيديا بريتانيكا” كما وصفه أخوه وأول شريك أعمال له كِمبال ماسك.

كأي من العباقرة، ماسك كان مليئاً بالفضول والتساؤلات، مرهف المشاعر واسع الخيال. حصل على جهاز “كومودر في سي” وهو في التاسعة من عمره وقام بتعلم البرمجة دون توجيه من أحد ليصمم لعبة بسيطة سماها “بلاستر”.

ليقم ببيعها لأحد مجلات الكمبيوتر بما يعادل ألف ومائتي دولاراً اليوم وهو في الثانية عشرة من عمره. شاهد اللعبة الأصلية هنا. “إنها لعبة تافهة، لكنها أفضل من فلابي بيرد” كما وصفها مَسك.

لم يكن ماسك مرتبطاً بجنوب إفريقيا لما ذاق فيها من طفولة مريرة خاصةً بعد إنفصال والديه، فقرر الإنتقال للعيش في كندا موطن والدته الأصلي وهو في السابعة عشرة من عمره.

لحق به أخيه كِمبال ليبدئا معاً أول مشروع إنترنت في أوائل التسعينيات لتقديم خدمات التسويق الإلكتروني للشركات عن طريق موقعهم الخاص.

الذي يدمج ما بين فكرتي خرائط جوجل و شركة معنونات الدليل yelp.com قبل إختراع أي من الشركتين و ظهورهما على ساحة التسويق الإلكتروني.

لم يكن وقتها مفهوم التسويق الإلكتروني موجوداً لدى رواد الأعمال مما أدى لتهكم البعض على مشروعه، و ما لبث أن تسارعت طفرة الإنترنت في منتصف وأواخر التسعينيات فتلهفت الشركات على شراء الأفكار والمشاريع من العباقرة أمثال الأخوين ماسك.

اللذين وافقا على بيع شركتهما لعملاق الحواسيب وقتها كومباك، ليصبح مَسك مليونيراً بثروة تقدر ب ٢٤ مليون دولار وهو في السابعة والعشرين من عمره.

– إنطلاقة باي بال

رحلة لكوكب المريخ؟ مؤسس سيارات تِسلا يأخذك إلى هناك (جزء 1)

من منا لا يعلم بعبقرية خدمة باي بال؟ لكن الكثير منا لا يعرف أنها إحدى بنات أفكار ماسك. فبعد أن قرر بيع شركته الأولى ما لبث إلا أن بدأ مغامرته التالية بإنشاء خدمة إكس.كوم (X.com) ليتابع ريادة طفرة الإنترنت.

قد يكون بديهياً لنا الحديث عن القيام بتعاملات بنكية بإستخدام الشبكة العنكبوتية، لكن تلك البديهية كانت بعيدة كل البعد عن واقع الحال في التسعينيات.

قامت فكرة ماسك على إنشاء كامل تجربة التعامل مع المصارف على موقعه. ولكن سرعان ما لاحظ آخرون عبقرية الفكرة، ففي نفس الفترة بدأ ‘بيتر ثيل’ و ‘ماكس ليفتشن’ مؤسسة كونفينيتي للمعاملات المالية لتبدأ المنافسة بين الشركتين.

لكن كعادة إيلون ماسك “المبادر”، أضاف خدمة تحويل الأموال لمشروعه، والتي لحق بها فيما بعد مؤسسي كونفينيتي.

ولما أشتد الطلب على خدمات التعامل المالي عبر الإنترنت قررت الشركتان فتح قنوات الإندماج بينهما، ليُكوِّنا معاً ما يعرف اليوم بعملاق المعاملات المصرفية الإلكترونية باي بال.

لم تكن القصة رومانسيةً بالضرورة، فتزاوج غرماء الأمس قدر له أن يشوب بالتنافس والتناحر الداخلي بين أفراد عائلة اليوم.

بلغت الشركة ذروتها بنهاية القرن الماضي لتصبح الأكبر بلا منازع في مجالها ببداية الألفية الثانية و كان لماسك نصيب الأسد فيها نظراً لحجم حصته في إكس.كوم قبل الإندماج.

وبينما ماسك في إجازة شهر العسل مع زوجته “جستين” قامت العصابة المضادة لماسك من الإدارة بحجب الثقة عنه، وتصويت بيتر ثيل رئيساً تنفيذياً للشركة!

وفي المحن تختبر جودة المعادن. رضي مَسك بقرار المجلس و قبل منصباً أقل تأثيراً لمسار باي بال. وحام حول باي بال العديد من نسور التكنولوجيا وقتها يراودهم حلم الإستحواذ و لو على قطعة منها.

ومن ضمن الأعين المتسمرة على الشركة كانت أعين بيير أوميديار مؤسس إيباي.

لعب مَسك دوراً محورياً في إنجاح المحادثات مع إيباي لتتم صفقة الإستحواذ في العام ٢٠٠٢ بقيمة ١.٢ مليار دولار، كانت حصة ماسك منها حوالي ١٨٠ مليون دولار.

يالها من رحلة! تخيل لو أن لك ثروة تقارب المائتي مليون دولار وأنت في الواحدة والثلاثين من عمرك، ماذا ستفعل بعد هذا النجاح الباهر؟ هل ستبدأ بالتخطيط للهجرة لكوكب المريخ أم تنظيف الطاقة على كوكب الأرض؟ ربما المتناقضتين معاً؟

تعرف على كيفية إستغلال العبقري إيلون ماسك لتلك الأموال، وكيف أوشكت على النفاذ قبل أن يتحول إلى المجد، في مقالة، من الإفلاس إلى قيمة سوقية ١٠٠ مليار دولار، قصة صعود Space X.


اكتشاف المزيد من تجارة واقتصاد

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

3 تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى